بيل جيتس..الرجل الذي حقق كل أحلامه
بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها على رأس أكبر إمبراطورية للتكنولوجيا في العالم ، نزل "الفارس" بيل جيتس من فوق جواده وأغمد سيف المنافسة وأعلن الاستقالة من شركته مايكروسوفت، ليترك منصة القيادة لواحدة من أكبر قلاع التقنية ويتفرغ لأعماله الخيرية مكتفياً بما قدمه في هذا المجال والذي حقق من ورائه ثروة ضخمة جعلته يعتلى قائمة أثرياء العالم.
وقد أعلن مؤسس ورئيس شركة "مايكروسوفت" العالمية الملياردير بيل جيتس استقالته من شركة البرمجيات التي أسسها منذ 33 عاماً وقادها لتصبح أكبر شركة من نوعها على مستوى العالم، ليتفرغ للعمل في مؤسسته الخيرية التي تحمل اسم "مؤسسة بيل وميليندا جيتس"، وسيبقى جيتس الرئيس غير التنفيذي لمجلس إدارة المجموعة، وسيتسلم زمام الأمور في مايكروسوفت صديقه "بول ألن" الذي يعرفه منذ فترة الدراسة في جامعة هارفارد والذي يقود منذ العام ألفين المجموعة كرئيس تنفيذي.
بيل جيتس في سطور
بيل جيتس الذي احتل لأكثر من 15 عاما رأس قائمة مجلة فوربس عن الأكثر ثراء، قبل أن يحل في المرتبة الثالثة العام الماضي، ففي 28 أكتوبر 1955، رأى جيتس النور في سياتل، وبفضل تفوقه، حاز منحة للدراسة في هارفارد، وهناك تعرّف إلى بول آلن ودرسا معاً لغة البرمجة "بيزك".
يملك بيل جيتس أكبر نصيب في أسهم شركة مايكروسوفت المقدر بتسعة بالمئة من الأسهم المطروحة، وهو واحد من أشهر المستثمرين في مجال الحاسبات الشخصية، بالرغم من امتلاكه شعبية واسعة إلا أن سياسة الشركة تتعرض للانتقادات بتهم مناهضة المنافسة، مما أدى إلى المحاكمة أحياناً من قبل المفوضية الأوروبية .
اتبع جيتس المساعي الخيرية، عن طريق دعم المراكز الخيرية والبحوث العلمية بمبالغ طائلة عن طريق مؤسسة بيل ومليندا جيتس التي افتتحت عام 2000 ويمتلكها مع زوجته مليندا وتهتم بالمشروعات الخيرية في دول العالم النامي.
وفقا لقائمة مجلة فوربس لأثرى أثرياء العالم، حصل بيل جيتس على الترتيب الأول بين عامي 1995 و2007 و تقدر الآن ثروته ب 58 بليون دولار أمريكي، ولكنه في عام 2008 تراجع ترتيبه إلى المركز الثالث، وتنامت ثورته 1986 إلى 315 مليون دولار وفي 1987 وصلت بليون وربع البليون وفي 1990 ارتفعت إلى 2بليون ونصف، وبلغت عام 1995 14.8 بليون وهي أول سنة يصنف فيها أغني رجل في العالم، في 1997 وصلت ثروته 40 بليون وحمل عام 1999 ثروته إلى 85 بليون، حتى وصلت عام 2000إلى 63 بليون لتصل في النهاية إلى 58 بليون في 2008.
انطلاقة في سماء التكنولوجيا
كان بيل جيتس بارعا بالرياضيات والعلوم، وقد أدركت عائلته قدراته المميزة ولذلك بعد إنهاءه المرحلة الابتدائية تم إرساله إلى مدرسة ليك سايد الإعدادية رفيعة المستوى، وفي عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز كمبيوتر وهو ما كان نقطة التحول في حياة جيتس البالغ من العمر حينها 13 عاماً.
بدأ جيتس في سن الرابعة عشرة من عمره بكتابة برامج قصيرة، أول برامجه كانت ألعاباً محدودة، وكان يكتبها بلغة "البيزك" وكانت قدرته على كتابة البرامج نابعة من حبه للرياضيات وعلم المنطق، وفي عام 1969، انشأ بيل جيتس وبول ألن شركة باسم" مجموعة مبرمجي ليك سايد للكمبيوتر"، وكان ذلك نقطة تحول تعرفا خلالها على الكثير من الأمور.
وفي المرحلة الثانوية استمر جيتس في عمل البرمجيات حيث أسس مع صديقه بول Traf-O-Data شركة تبيع نظام حاسب صغير يحوي برنامجهم للاطلاع على بيانات سير المرور للولايات في أمريكا. هذه الشركة لم تحقق نجاحا كبيرا ولكنها حققت ربحا معقولا وخبرة مفيدة.
تدرب جيتس على تطويع لغة البرمجة "بيزك" لتصبح يسيرة بحيث يمكن استعمالها لإدارة الحاسبات الصغيرة، وترك جيتس الجامعة دون أن يصل إلى مرحلة التخرّج، وفي 1974 عندما كان بول ألن في طريقه لزيارة بـيـل جيـتس، رأى خلالها نسخة من مجلة Popular Electronics وكانت على الغلاف صورة لكمبيوتر شخصي اسمه ALTAIR 8800 وأحضرها إلى جيتس، وأدرك أن عصر الكمبيوتر الشخصي سيبدأ وسيكون متوفراً للناس فبدأ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر.
اتصل الاثنان بالشركة التي صممت الكمبيوتر وكان اسمها MITS وصاحبها ED ROBERTS فطلب منهما برنامجاً سهلاً للكمبيوتر، وبالفعل نجح الاثنان في غضون 8 أسابيع في تصميم برنامجاً بلغة بيزك, وكان هذا السبب الرئيسي لولادة شركة "مايكروسوفت MICROSOFT" والتي انبثقت من MICROCOMPUTER SOFTWARE.
وأسس جيتس مع بول آلن شركة مايكروسوفت، وبتطويع لغات البرمجة وتحويل كتابتها إلى اللغة العادية، وُلد نظام التشغيل "دوس".
واشترته شركة IBM لصناعة الكمبيوتر، وبرزت مواهب جيتس كمستثمر حين استطاع إرغام تلك الشركة على الارتباط حصرياً بنظام دوس، وتطوّر ذلك النظام تدريجيا ليتخذ هيئة نظام التشغيل الأشهر ويندوز.
واستقرت شركة مايكروسوفت في مقر هائل في ضاحية ردمونت في مدينة سياتل، على مسافة غير بعيدة كثيراً من منزل جيتس.
وجمع بــيــل جــيــتس 30 من أفضل المبرمجين وقضوا عامين في محاولة لاختراع ويندوز – Windows، وبدأت شهرة مايكروسوفت مع إطلاق نظام التشغيل "ويندوز 95" ودعمه مختلف لغات العالم دخلت الشركة وصاحبها عصرًا جديداً من التألق المترافق مع الإقبال الجماهيري على استخدامات شبكة الانترنت وما صاحب ذلك من نمو مذهل في سوق الحاسبات الشخصية حيث كانت "مايكروسوفت" القائدة والرائدة خاصة في مجال تطوير أنظمة التشغيل وتطبيقات الأعمال المتنوعة.
مواقف وطرائف
تعرض بيل جيتس للعديد من المواقف الطريفة في رحلة حياته العملية لعل أبرزها عندما كان في رحلة عمل و تم تعيين أول سكرتيرة لمايكروسوفت ميريام لوبر، وعندما رجع اتصلت بأحد المدربين تشتكي أن ولداً صغيراً جاء إلى مكتب جيتس وعبث بالكمبيوتر، إلا أنها اندهشت عندما علمت أن هذا الولد هو بــيــل جيتس نفسه حيث كان يظهر أصغر بكثير من عمره.
وأحد المواقف الطريفة الذي يذكرها بيل جيتس أنه اكتشف وهو ذاهب إلى أهم اجتماع في حياته مع IBM لعقد صفقة بيع لبرنامج صممه خصيصا بناء على طلب الشركة أنه لا يرتدي ربطة عنق، فذهب إلى السوق وتأخر عن الاجتماع، وعلق جيتس على هذا الموقف قائلاً: "الأفضل أن أتأخر من أن أذهب من دون ربطة عنق".
أما الأغرب فعلا فهو كم الإيميلات التي تصل لجيتس مما دفعه إلى إنشاء قسم خاص بتفريغ الإيميلات، ويقول ستيف بالمر أحد مؤسسي مايكروسوفت: "يحتمل أن يكون بيل أكثر شخص يستقبل ايميلات في العالم حيت أنه يستلم أكثر من 4 مليون بريد إلكتروني في اليوم الواحد وأغلبه رسائل غير مرغوبة "junk" لذلك كان من الضروري توظيف قسم كامل من أجل فرز الايميلات".
وأطرف ما قيل عن جيتس هو الشق المتصل بثروته حيث قالوا أنه لو أعطى كل واحد على الكرة الأرضية 15 دولار سيتبقى معه 5 مليون دولار، ولو أنه دولة لكان ترتيبه الـ 36 بين الدول في الثراء، ولو حولت ثروته لفئة الدولار فيمكن فرشها من الأرض للقمر 14 مرة، وستستخدم لذلك 713 طائرة بوينج لنقل النقود، ولو مستخدمي ويندوز في العالم كله
أخذوا دولار واحد من مايكروسوفت في كل مرة حاسبهم يتعطل فإن بيل جيتس سيكون مفلساً بعد 3 سنوات.
وبالرغم من ثروته الهائلة إلا أن بيل جيتس لم يبالغ في الانفاق علي مظهره ورفاهيته ماعدا منزله الفخم الذي بلغ سعره 100 مليون دولار، بالمقارنة مع صديقه بول ألن الذي انفق الملايين على شراء أندية رياضية وطائرات وبيوت متعددة.
ألقاب ومراكز
أٌطلق على بيل جيتس العديد من الألقاب وتقلد مراكز شرفية خلال مشواره كان أبرزها:
- أدرج في قائمة القوّة لصّنداي تايمز في 1999
- سمي مدير تنفيذي السنة بمجلة (chief executive officers magazine) عام 1994.
- صنّف الأوّل في "أفضل 50 نخبة الإنترنت" من مجلة times في 1998.
- صنّف الثاني في نخبة الأعلى 100 في 1999 وتضمّن في الجارديان كأحد "أفضل 100 شخص مؤثرين في أجهزة الإعلام" في 2001.
- جيتس كان الأوّل على قائمة "فوربز 400" 1993 -2005 والأوّل على القائمة فوربز "الناس الأغنى في العالم" في 1996-2005 ماعدا 1997 عندما أضيف سلطان بروناي في اللائحة على الرغم من سياسة فوربز العادية في استبعاد رؤساء الدول.
- استلم جيتس دكتوراه فخرية، من معهد التكنولوجيا الملكي، إستوكهولم، السويد في 2002 وجامعة waseda في 2005.
-أعطي أيضاً لقب قائد الفرسان لمملكة البريطانية من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في عام2005 .
مايكروسوفت ما بعد جيتس
يرى خبراء التقنية أن استقالة بيل جيتس يأتي في وقت دقيق بالنسبة للمجموعة الأمريكية العملاقة التي أصبح نموذجها الاقتصادي وبرامجها المعلوماتية المدفوعة في وضع صعب، خاصة بعد أن فشلت في شراء شركة "ياهو" التي تحتل المرتبة الثانية عالميا للاعلانات على شبكة الانترنت، ولا بد لها أن تجد طرقا أخرى لتطوير إمكاناتها في هذا القطاع.
وأشار الخبراء إلى أن مستقبل مصدري عائداتها الرئيسيين نظام التشغيل "ويندوز" الذي يشغل أكثر من 90 في المئة من الحاسبات في العالم، وبرامج "اوفيس" الذي يشمل نظام معالجة النص وورد واكسيل وباور بوينت، غامضاً وهذه الخدمات تدر على المجموعة مجمل ارباح عملياتها تقريبا.
فنظام "ويندوز فيستا"، الذي صدر في أواخر 2006 أثار سيلاً من الانتقادات ولا يتقدم إلا ببطء، فمايكروسوفت لم تبيع سوى 150 مليون نسخة لأن كثيرًا من الشركات تفضل الاحتفاظ بالنسخة السابقة اكس بي.
أما برامج "اوفيس"، فهي تواجه منافسة متنامية من برامج الانترنت المجانية مثل "جوجل" او البرامج المجانية مثل "ستار اوفيس" و"اوبن اوفيس". ويضاف اليها البرنامج الحر لمنافستها "آي بي ام" المعروف بـ"لوتوس سيمفوني".
ورغم قدرة "مايكروسوفت" على مواصلة تحقيق أرباح ومكاسب كبيرة فإن الكثير من التحديات تكمن لها فى المستقبل فى ظل ظهور منافسين جدد يهددون سيطرتها على سوق برمجيات الكمبيوتر الشخصي فى العالم.
غير أن هذه التحديات ليست شيئا جديدا بالنسبة للشركة الأمريكية العملاقة التي استطاعت التغلب على عمالقة صناعة أجهزة الكمبيوتر، غير أن الفارق الجوهرى الذى ستواجهه "مايكروسوفت" فى المستقبل هو غياب جيتس نفسه عن مقعد القيادة عندما تشتد التحديات.
المفارقة أن التحديات التي تواجه "مايكروسوفت" حاليا تأتى بالفعل من المنطقة التي سبق وحذر منها جيتس نفسه عندما قال عام 1995 إن "مايكروسوفت" سوف تواجه "تسونامى الإنترنت" من خلال ظهور جيل جديد من المنافسين لإمبراطورية البرمجيات الأمريكية انطلاقا من الشبكة الدولية وهو ما يتجسد بقوة فى شركة خدمات الإنترنت العملاقة "جوجل" التي أصبحت أحد أهم التهديدات لعرش "مايكروسوفت" فى مرحلة ما بعد بيل جيتس.
بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها على رأس أكبر إمبراطورية للتكنولوجيا في العالم ، نزل "الفارس" بيل جيتس من فوق جواده وأغمد سيف المنافسة وأعلن الاستقالة من شركته مايكروسوفت، ليترك منصة القيادة لواحدة من أكبر قلاع التقنية ويتفرغ لأعماله الخيرية مكتفياً بما قدمه في هذا المجال والذي حقق من ورائه ثروة ضخمة جعلته يعتلى قائمة أثرياء العالم.
وقد أعلن مؤسس ورئيس شركة "مايكروسوفت" العالمية الملياردير بيل جيتس استقالته من شركة البرمجيات التي أسسها منذ 33 عاماً وقادها لتصبح أكبر شركة من نوعها على مستوى العالم، ليتفرغ للعمل في مؤسسته الخيرية التي تحمل اسم "مؤسسة بيل وميليندا جيتس"، وسيبقى جيتس الرئيس غير التنفيذي لمجلس إدارة المجموعة، وسيتسلم زمام الأمور في مايكروسوفت صديقه "بول ألن" الذي يعرفه منذ فترة الدراسة في جامعة هارفارد والذي يقود منذ العام ألفين المجموعة كرئيس تنفيذي.
بيل جيتس في سطور
بيل جيتس الذي احتل لأكثر من 15 عاما رأس قائمة مجلة فوربس عن الأكثر ثراء، قبل أن يحل في المرتبة الثالثة العام الماضي، ففي 28 أكتوبر 1955، رأى جيتس النور في سياتل، وبفضل تفوقه، حاز منحة للدراسة في هارفارد، وهناك تعرّف إلى بول آلن ودرسا معاً لغة البرمجة "بيزك".
يملك بيل جيتس أكبر نصيب في أسهم شركة مايكروسوفت المقدر بتسعة بالمئة من الأسهم المطروحة، وهو واحد من أشهر المستثمرين في مجال الحاسبات الشخصية، بالرغم من امتلاكه شعبية واسعة إلا أن سياسة الشركة تتعرض للانتقادات بتهم مناهضة المنافسة، مما أدى إلى المحاكمة أحياناً من قبل المفوضية الأوروبية .
اتبع جيتس المساعي الخيرية، عن طريق دعم المراكز الخيرية والبحوث العلمية بمبالغ طائلة عن طريق مؤسسة بيل ومليندا جيتس التي افتتحت عام 2000 ويمتلكها مع زوجته مليندا وتهتم بالمشروعات الخيرية في دول العالم النامي.
وفقا لقائمة مجلة فوربس لأثرى أثرياء العالم، حصل بيل جيتس على الترتيب الأول بين عامي 1995 و2007 و تقدر الآن ثروته ب 58 بليون دولار أمريكي، ولكنه في عام 2008 تراجع ترتيبه إلى المركز الثالث، وتنامت ثورته 1986 إلى 315 مليون دولار وفي 1987 وصلت بليون وربع البليون وفي 1990 ارتفعت إلى 2بليون ونصف، وبلغت عام 1995 14.8 بليون وهي أول سنة يصنف فيها أغني رجل في العالم، في 1997 وصلت ثروته 40 بليون وحمل عام 1999 ثروته إلى 85 بليون، حتى وصلت عام 2000إلى 63 بليون لتصل في النهاية إلى 58 بليون في 2008.
انطلاقة في سماء التكنولوجيا
كان بيل جيتس بارعا بالرياضيات والعلوم، وقد أدركت عائلته قدراته المميزة ولذلك بعد إنهاءه المرحلة الابتدائية تم إرساله إلى مدرسة ليك سايد الإعدادية رفيعة المستوى، وفي عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز كمبيوتر وهو ما كان نقطة التحول في حياة جيتس البالغ من العمر حينها 13 عاماً.
بدأ جيتس في سن الرابعة عشرة من عمره بكتابة برامج قصيرة، أول برامجه كانت ألعاباً محدودة، وكان يكتبها بلغة "البيزك" وكانت قدرته على كتابة البرامج نابعة من حبه للرياضيات وعلم المنطق، وفي عام 1969، انشأ بيل جيتس وبول ألن شركة باسم" مجموعة مبرمجي ليك سايد للكمبيوتر"، وكان ذلك نقطة تحول تعرفا خلالها على الكثير من الأمور.
وفي المرحلة الثانوية استمر جيتس في عمل البرمجيات حيث أسس مع صديقه بول Traf-O-Data شركة تبيع نظام حاسب صغير يحوي برنامجهم للاطلاع على بيانات سير المرور للولايات في أمريكا. هذه الشركة لم تحقق نجاحا كبيرا ولكنها حققت ربحا معقولا وخبرة مفيدة.
تدرب جيتس على تطويع لغة البرمجة "بيزك" لتصبح يسيرة بحيث يمكن استعمالها لإدارة الحاسبات الصغيرة، وترك جيتس الجامعة دون أن يصل إلى مرحلة التخرّج، وفي 1974 عندما كان بول ألن في طريقه لزيارة بـيـل جيـتس، رأى خلالها نسخة من مجلة Popular Electronics وكانت على الغلاف صورة لكمبيوتر شخصي اسمه ALTAIR 8800 وأحضرها إلى جيتس، وأدرك أن عصر الكمبيوتر الشخصي سيبدأ وسيكون متوفراً للناس فبدأ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر.
اتصل الاثنان بالشركة التي صممت الكمبيوتر وكان اسمها MITS وصاحبها ED ROBERTS فطلب منهما برنامجاً سهلاً للكمبيوتر، وبالفعل نجح الاثنان في غضون 8 أسابيع في تصميم برنامجاً بلغة بيزك, وكان هذا السبب الرئيسي لولادة شركة "مايكروسوفت MICROSOFT" والتي انبثقت من MICROCOMPUTER SOFTWARE.
وأسس جيتس مع بول آلن شركة مايكروسوفت، وبتطويع لغات البرمجة وتحويل كتابتها إلى اللغة العادية، وُلد نظام التشغيل "دوس".
واشترته شركة IBM لصناعة الكمبيوتر، وبرزت مواهب جيتس كمستثمر حين استطاع إرغام تلك الشركة على الارتباط حصرياً بنظام دوس، وتطوّر ذلك النظام تدريجيا ليتخذ هيئة نظام التشغيل الأشهر ويندوز.
واستقرت شركة مايكروسوفت في مقر هائل في ضاحية ردمونت في مدينة سياتل، على مسافة غير بعيدة كثيراً من منزل جيتس.
وجمع بــيــل جــيــتس 30 من أفضل المبرمجين وقضوا عامين في محاولة لاختراع ويندوز – Windows، وبدأت شهرة مايكروسوفت مع إطلاق نظام التشغيل "ويندوز 95" ودعمه مختلف لغات العالم دخلت الشركة وصاحبها عصرًا جديداً من التألق المترافق مع الإقبال الجماهيري على استخدامات شبكة الانترنت وما صاحب ذلك من نمو مذهل في سوق الحاسبات الشخصية حيث كانت "مايكروسوفت" القائدة والرائدة خاصة في مجال تطوير أنظمة التشغيل وتطبيقات الأعمال المتنوعة.
مواقف وطرائف
تعرض بيل جيتس للعديد من المواقف الطريفة في رحلة حياته العملية لعل أبرزها عندما كان في رحلة عمل و تم تعيين أول سكرتيرة لمايكروسوفت ميريام لوبر، وعندما رجع اتصلت بأحد المدربين تشتكي أن ولداً صغيراً جاء إلى مكتب جيتس وعبث بالكمبيوتر، إلا أنها اندهشت عندما علمت أن هذا الولد هو بــيــل جيتس نفسه حيث كان يظهر أصغر بكثير من عمره.
وأحد المواقف الطريفة الذي يذكرها بيل جيتس أنه اكتشف وهو ذاهب إلى أهم اجتماع في حياته مع IBM لعقد صفقة بيع لبرنامج صممه خصيصا بناء على طلب الشركة أنه لا يرتدي ربطة عنق، فذهب إلى السوق وتأخر عن الاجتماع، وعلق جيتس على هذا الموقف قائلاً: "الأفضل أن أتأخر من أن أذهب من دون ربطة عنق".
أما الأغرب فعلا فهو كم الإيميلات التي تصل لجيتس مما دفعه إلى إنشاء قسم خاص بتفريغ الإيميلات، ويقول ستيف بالمر أحد مؤسسي مايكروسوفت: "يحتمل أن يكون بيل أكثر شخص يستقبل ايميلات في العالم حيت أنه يستلم أكثر من 4 مليون بريد إلكتروني في اليوم الواحد وأغلبه رسائل غير مرغوبة "junk" لذلك كان من الضروري توظيف قسم كامل من أجل فرز الايميلات".
وأطرف ما قيل عن جيتس هو الشق المتصل بثروته حيث قالوا أنه لو أعطى كل واحد على الكرة الأرضية 15 دولار سيتبقى معه 5 مليون دولار، ولو أنه دولة لكان ترتيبه الـ 36 بين الدول في الثراء، ولو حولت ثروته لفئة الدولار فيمكن فرشها من الأرض للقمر 14 مرة، وستستخدم لذلك 713 طائرة بوينج لنقل النقود، ولو مستخدمي ويندوز في العالم كله
أخذوا دولار واحد من مايكروسوفت في كل مرة حاسبهم يتعطل فإن بيل جيتس سيكون مفلساً بعد 3 سنوات.
وبالرغم من ثروته الهائلة إلا أن بيل جيتس لم يبالغ في الانفاق علي مظهره ورفاهيته ماعدا منزله الفخم الذي بلغ سعره 100 مليون دولار، بالمقارنة مع صديقه بول ألن الذي انفق الملايين على شراء أندية رياضية وطائرات وبيوت متعددة.
ألقاب ومراكز
أٌطلق على بيل جيتس العديد من الألقاب وتقلد مراكز شرفية خلال مشواره كان أبرزها:
- أدرج في قائمة القوّة لصّنداي تايمز في 1999
- سمي مدير تنفيذي السنة بمجلة (chief executive officers magazine) عام 1994.
- صنّف الأوّل في "أفضل 50 نخبة الإنترنت" من مجلة times في 1998.
- صنّف الثاني في نخبة الأعلى 100 في 1999 وتضمّن في الجارديان كأحد "أفضل 100 شخص مؤثرين في أجهزة الإعلام" في 2001.
- جيتس كان الأوّل على قائمة "فوربز 400" 1993 -2005 والأوّل على القائمة فوربز "الناس الأغنى في العالم" في 1996-2005 ماعدا 1997 عندما أضيف سلطان بروناي في اللائحة على الرغم من سياسة فوربز العادية في استبعاد رؤساء الدول.
- استلم جيتس دكتوراه فخرية، من معهد التكنولوجيا الملكي، إستوكهولم، السويد في 2002 وجامعة waseda في 2005.
-أعطي أيضاً لقب قائد الفرسان لمملكة البريطانية من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في عام2005 .
مايكروسوفت ما بعد جيتس
يرى خبراء التقنية أن استقالة بيل جيتس يأتي في وقت دقيق بالنسبة للمجموعة الأمريكية العملاقة التي أصبح نموذجها الاقتصادي وبرامجها المعلوماتية المدفوعة في وضع صعب، خاصة بعد أن فشلت في شراء شركة "ياهو" التي تحتل المرتبة الثانية عالميا للاعلانات على شبكة الانترنت، ولا بد لها أن تجد طرقا أخرى لتطوير إمكاناتها في هذا القطاع.
وأشار الخبراء إلى أن مستقبل مصدري عائداتها الرئيسيين نظام التشغيل "ويندوز" الذي يشغل أكثر من 90 في المئة من الحاسبات في العالم، وبرامج "اوفيس" الذي يشمل نظام معالجة النص وورد واكسيل وباور بوينت، غامضاً وهذه الخدمات تدر على المجموعة مجمل ارباح عملياتها تقريبا.
فنظام "ويندوز فيستا"، الذي صدر في أواخر 2006 أثار سيلاً من الانتقادات ولا يتقدم إلا ببطء، فمايكروسوفت لم تبيع سوى 150 مليون نسخة لأن كثيرًا من الشركات تفضل الاحتفاظ بالنسخة السابقة اكس بي.
أما برامج "اوفيس"، فهي تواجه منافسة متنامية من برامج الانترنت المجانية مثل "جوجل" او البرامج المجانية مثل "ستار اوفيس" و"اوبن اوفيس". ويضاف اليها البرنامج الحر لمنافستها "آي بي ام" المعروف بـ"لوتوس سيمفوني".
ورغم قدرة "مايكروسوفت" على مواصلة تحقيق أرباح ومكاسب كبيرة فإن الكثير من التحديات تكمن لها فى المستقبل فى ظل ظهور منافسين جدد يهددون سيطرتها على سوق برمجيات الكمبيوتر الشخصي فى العالم.
غير أن هذه التحديات ليست شيئا جديدا بالنسبة للشركة الأمريكية العملاقة التي استطاعت التغلب على عمالقة صناعة أجهزة الكمبيوتر، غير أن الفارق الجوهرى الذى ستواجهه "مايكروسوفت" فى المستقبل هو غياب جيتس نفسه عن مقعد القيادة عندما تشتد التحديات.
المفارقة أن التحديات التي تواجه "مايكروسوفت" حاليا تأتى بالفعل من المنطقة التي سبق وحذر منها جيتس نفسه عندما قال عام 1995 إن "مايكروسوفت" سوف تواجه "تسونامى الإنترنت" من خلال ظهور جيل جديد من المنافسين لإمبراطورية البرمجيات الأمريكية انطلاقا من الشبكة الدولية وهو ما يتجسد بقوة فى شركة خدمات الإنترنت العملاقة "جوجل" التي أصبحت أحد أهم التهديدات لعرش "مايكروسوفت" فى مرحلة ما بعد بيل جيتس.